الأفكار المجنونة في التسويق ..تنجح دائماً !
أنا من الأشخاص
الذين يؤمنون تماماً ، أن الأفكار المجنونة وحدها هي التى تنجح في هذا العالم ،
وأن من أراد فعلاً أن يحقق نجاحاً مذهلاً في حياته ، فعادة لن يتمكّن من ذلك سوى
بأن يفكّر ويخطط وينفّذ أفكاراً غير تقليدية ، تمر بالمراحل المعتادة من السخرية
والإستخفاف من الجميع ، ثم تتحوّل فيما بعد الى شعور بالذهول وعدم التصديق
رولنج ستون ..أرجوكم اشتروا المجلة !
في
فترة السبعينات ، كانت مجلة ” رولنج ستون ” الأمريكية المحلية تعاني من مبيعات
متدنية للغاية ، وكانت كافة الدلائل تشير أن إغلاق هذه المجلة هو فقط مسألة وقت
..لذلك لم يجد ” هنتر طومسون ” المحرر فى المجلة حرجاً من أن يكتب رسالة قصيرة
مطبوعة على نسخ المجلة الشهرية ، يطالب فيها المشتركين بتجديد اشتراكهم السنوى فى
المجلة ؛ لأنها مصدر عمله الوحيد ، وإذا تم اغلاقها فسوف يتم طرده منها ، وتتدهور
حياته الى البؤس والضياع !
المذهل
أن هذه الرسالة وجدت صدى كبير لدى المشتركين ، الذين لم يعتادوا على هذا النوع من
الرسائل ، واعتبروها طرفة من طرائف المجلة التى تتواصل عن طريقها مع القرّاء ،
وراقت لهم كثيراً ، وقامت اعداد كبيرة من المشتركين بتجديد الإشتراك بالفعل ،
وأصبح للمجلة شعبية كبيرة !
طبق
طائر من الألماس ؟!
وجد
صاحب ذلك المحل لبيع المجوهرات نفسه في ورطة ..فهو محاط بعشرات محلات المجوهرات في
المدينة ، أغلبها شديد الرقي والتقدم ، والكثير من العملاء اعتادوا الذهاب الى
متاجر بعينها ، نالت شهرة كبيرة عبر عشرات السنين …وهو لايزال فى بداية طريقه في
هذا المجال..
الرجل
توصّل لفكرة غير تقليدية ، فقام بتصميم وصناعة طبق طائر بديع مرصّع بالألماس ، وصل
سعره لخمسة آلاف دولار ..كا قام أيضاً بصناعة ساعة رملية تعمل بالألماس بدلاً من
التراب ، وصل سعرها في ذلك الوقت الى عشرة آلاف دولار !
وعلى
الرغم من أن المتجر لم يبع هذه المنتجات ، ولم يحقق من خلالها أي مكسب مادى ، إلا
أنها لفتت أنظار الكثيرين من عملاء المتاجر الأخرى ، وجعلت المتجر يكتسب شهرة
كبيرة فى غضون أسابيع قليلة ، حوّلته فيما بعد لواحد من أكبر متاجر المجوهرات في
هذه المنطقة !
فلنذهب
إلى هاواى !
كانت
تلك الشركة تتبّع منهجاً تسويقياً ممتازاً وهو ” تحفيز المسوّقين ورجال المبيعات ”
لديها لتحقيق أفضل النتائج…لذلك فقد أعلنت ان من يتخطى رقماً محدداً فى المبيعات ،
فالشركة ستوفّر له رحلة ترفيهية شاملة كافة النفقات الى ولاية هاواى الساحرة..
ولكن
المُحبط ان فرداً واحداً فقط من فريق مبيعات الشركة استطاع تخطي الرقم المحدد ،
ونال بالفعل الرحلة المتميزة الى هاواى..
بالطبع
لم يرضِ المدراء في الشركة أن يقوم شخص واحد فقط من فريق مبيعاتها الكبير بتحقيق
هذا الرقم ؛ لذلك فقد انتهجت نهجاً جديداً لتدعيم هذه الفكرة وزيادة تحفيز فريق
المبيعات لديها..
كافة
الوسائل والصور والأقلام والأوراق بل وأقداح القهوة التى كانت تقدّمها الشركة
لرجال مبيعاتها بطريقة نمطية ، أصبحت تحمل صوراً خلاّبة لولاية هاواى ! ..الى جانب
عبارات التحفيز التى تمّ طبعها على هذه
الوسائل ، والتى ترفع من هممهم وتؤكّد لهم انهم قادرون على فعل المستحيل مهما بدا
صعباً إن أرادوا ذلك..
فى
العام التالي ، سافر 15 فرداً من العاملين في طاقم مبيعات الشركة الى هاواى !
هل
تعرف فكرة أكثر جنوناً من هذه ؟!
في
العام 1999 كان موقع ” Half.Com ” لا يزوره أحد تقريباً سوى القائمين عليه
!..فعلى الرغم من كونه موقع جيّد لبيع المنتجات والأشياء المستعملة ، نظير سعر
ثابت لا يقبل المزايدة ، إلا أنه لم يحقق أية شهرة تجلب له الزوّار ، حتى بعد أن
بذل مؤسسوه جهوداً كبيرة فى الدعاية والتسويق له ..بدا الأمر محبطاً للغاية
بالفعل..
وفي
يوم من الأيام ، عرف نائب مدير تسويق الموقع بالصدفة ، ان ثمّة بلدة صغيرة في
ولاية ” أوريجون ” الأمريكية تدعى ” هاف واي Half Way” ، وكانت بلدة صغيرة للغاية لا يتعدّى عدد
سكانها ال 360 نسمة فقط !
هنا قفزت في ذهنه فكرة شيطانية !
كانت
الفكرة هي أن يتفق الموقع مع أهالى البلدة على تغيير اسمها لمدة عام واحد فقط ، من
مسمى ” هاف واي ” ، إلى اسم الموقع نفسه ” هاف دوت كوم Half.com ”
مقابل 100 ألف دولار أمريكي يدفعها الموقع لأهالي البلدة ، الى جانب 20 جهاز
كمبيوتر هديّة للمدرسة الإبتدائية الصغيرة التى توجد في البلدة !
وبالفعل
، وافق سكان البلدة على هذه الصفقة ، وتحوّل اسمها الى ” Half.com ” !
وسريعاً
، تناولت وسائل الإعلام الأمريكية هذه الفكرة الغير مسبوقة ، وأصبح خبر هذه الصفقة
منتشراً للغاية فى الولايات المتحدة ، وتناولته الصحف والمجلات ووسائل الإعلام
المرئي ، حتى بدا أن أمريكا كلها تتحدث عن هذه الصفقة المدهشة ..
وبعد
اتمام هذه الصفقة بــ3 أسابيع فقط ،
والشهرة الكبيرة التى نالها الموقع ، تقدم موقع eBay الشهير لشراء هذا الموقع ، وهو ماتمّ بالفعل ،
وأصبح يسمى Half.ebay.com
.
وكان
المبلغ الذي تم شراؤه به هو 350 مليون دولار أمريكي !
فقط
فكرة غير تقليدية كلّفت موقعاً بسيطاً يعانى من قلة عدد الزوار ، مبلغ 100 ألف
دولار ، عادت على أصحابها بمبلغ 350 مليون دولار بعد شهر واحد من تنفيذها !
هل
مازلت مقتنعاً بالطرق التقليدية المملة للتسويق بعد كل هذا ؟ .. فى انتظار رأيك !
0 comments: